¤ عن هموم :: ولماذا ؟
¤ قبل أن ترسل همومك
¤ ماذا يمكنك ان تفعل ؟
¤ قضايا و هموم عامة
¤ قائمة الدول العربية
¤ شكاوي تم الرد عليها
¤ بريد هموم
بيان إطلاق موقع هموم
موقع هموم بعد مرور عامين
موقع حقوقي عربي تطوعي يجذب عشرة ملايين زائر سنويا
الشكاوى والموضوعات المنشورة على الموقع لا تعبر عن وجهة نظر الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، وهي منسوبة فقط لمن أرسلها . |
مواقع تابعة للشبكة العربية
|
هدية للميلاد لهــا طعـم العــراق
الإسم : الدولة : العراق الإيميل : [email protected] التليفون : 009647800803262 تاريخ إرسال الشكوي : Tuesday 18th of January 2011 03:15:54 AM هل ترغب في زكر معلوماتك الشخصية : نعم طبيعة الموضوع : شكوي
الموضوع :
هدية للميلاد
لهــا طعـم العــراق
عمار نعمة جابر
ترسم الأقدار تفاصيل كثيرة في أعمارنا ، وكونك في العراق فأنت لا تنعم أبدا بحياة مستقرة ، لان العراق بلد غير مستقر منذ عقود مضت . وحين أكون من جيل الحروب القومية في عام 1973 مولدا ، والحروب التي تلتها ضد الأكراد في 1975 ، وحرب إيران 1980 ، والكويت 1990 ، و أمريكا 2003 حياةً . فأنت ترى آثار سرف الدبابات في الشوارع والدرابين ،و تشم رائحة البارود على ملابسك وملابس زوجتك وأطفالك ، وترى الطائرات الحربية تحلق فوق ملاعب الصبا ، وتتفتت كل الأحلام بلا استثناء في بيت العزاء لأبيك وأمك وقد قتلتهما أمراض في وطن المرض والموت . عندها يحاصرك ما خطه أبي العلاء المعري على قبره ، ( هذا ما جناه عليّ أبي ولم اجنه على أحد ) . ولأننا لسنا أبي العلاء ، رحنا نكرر أخطاء الآباء ونقع في ذات الحفرة ، ونلدغ من الجحر نفسه عكس ما يتصف به المؤمنون . فذهبنا بعين وقحة نجني على أبناءنا بهذه الأرض المنكوبة ، ولم نجعل العصفور الذي لا يتناسل في قفصه أسوة حسنة لنا . ولأنني تاسع تسعة في عائلتي ، اكتفيت بأن اجعل المعذبين ثلاثة فقط ، عزاءا واحتياطا .
ولكن .. ومنذ أن صرت واعيا كانت تحاصرني هواجس الكوارث التي ألمت وتلم بمن حولي من العوائل العراقية ، فما كنت أخاف منه وقعت فيه ، أضفت رقما آخر للآباء الثكالى في هذا الوطن .
فكان أبني باقر وردة زرعت في غير أرضها كي تذبل ، وسنبلة غرس حبها في ارض سبخة بور ، لن تطرح سبعمائة حبة ولا بطيخ ! ونخلة أنبتها الأغبياء مثلي في ارض الجليد ، عند مهب العواصف الباردة التي لا تبقي ولا تذر . فضاع ولدي من بين يدي متوسدا أسرة المستشفيات ، وكارعا سم الأدوية ، ومتحملا أشكال القتلة من الأطباء والصيادلة . ومحدقا بصمت الأنبياء بأبويه العراقيين بالولادة ، وهما عاجزان ، لا يجدان ما يقدمانه له ، باحثين بين زوايا المستشفيات ، والغرف القذرة للأطباء النخاسين ، والصيادلة الجشعين ، من اجل تشخيص أو علاج حقيقي ، يساعد ابنهم على الخروج من حالته ، طارقين كل أبواب الدعاء ، والأولياء ، بل وحتى العرّافين ، ولكن من أين لأمراض أهل العراق من أطباء أو سماء أو سحر يشفيهم ، ولا حتى كف المسيح !
وابني وبسبب كونه عراقيا فقط ، صار مقعدا ، غير قادر على المشي .. لان العراق ليس فيه علاجا فيزيائيا له ، علاجه في أمريكا وألمانيا ولا املك فيزة أو مبلغ العلاج الطائل . ومصر وهي دولة تملك علاجات متقدمة لمثل حالة ابني رفضتني لأنني من العراق .
واليوم وأنا أقدم تقارير ابني للعلاج في الهند و تركيا ، بعد أن قدمتها للأمم المتحدة ولأمريكا وألمانيا وهولندا وروسيا وسوريا ومصر والأردن ، وأطباء من لبنان وتونس وإيران ، والإمارات والكويت . أشعل شمعة ابني الثامنة في يوم 10 /1 /2011 .. أشعلها وهي باهتة لا ترغب في أن تنير أكثر من العجز والمرض والمستقبل المجهول للصغير باقر .
ثمان سنوات من الألم والمرض مرت طويلة ، طويلة على باقر ، وطويلة على أبيه وأمه .. مفيدة ماديا للأطباء والصيادلة ، وغير مهمة للقادة والساسة غير العابئين بأبناء وأطفال البلد . ثمان سنوات من الأماني البسيطة في المشي والمدرسة ومرافقة الأب لتشييعه عند باب الدار.. ثمان سنوات عراقية !
وفي ليلة 10/1 لم تحيرني قضية الهدية التي سأهديها لابني .. مطلقا ، لأنها لن تكون حقيبة مدرسية فهو بلا مدرسة ، ولن تكون دراجة هوائية لأنه بلا قدمين كي يقودها ، وليس علما عراقيا لأنه لم يشعر بالانتماء بعد . ..
هديتي لك هذا العام يا بني .. عربة للمعاقين ..
الناصرية
11/1/2011
هل لديك اقتراح بخصوص هذه الشكوى ؟
أرسل لنا وساهم في إنصاف صاحبها .
| |