لست واحداً ممن يحفلون بالوثائق والأدلة في تقديم براهين لما يرون ويعتقدون، وفي الحالات النادرة التي يلحّ فيها هاجس الوثائق والنصوص أصبح واحداً ممن لايملكون ما يرغبون. ذلك أن الوثائق هي أمر نادر الظهور حيث يتوجب الظهور، وهي أداة تحليه أكثر منها أداة تحليل، ثم إنها أداة عرض واستعراض أكثر منها وسيلة ثواب أو عقاب .

 لقد اتسعت ملفات الفساد في شركة مطاحن شرق الدلتا وهى أكبر شركات المطاحن على مستوى الجمهورية لتمتد من الكبار إلي الصغار، ولا أبالغ إذا قلت إن المأزق الأكبر في الشركة في هذه الفترة فترة تولى المهندس/ عادل احمد عبد التواب رئيس مجلس الإدارة الحالي ( الطيب + البريء) بعد وفاة العملاق مميز الشخصية اللواء الدكتور / محمود أبو الغيط رحمه الله عليه والذى كان يسيطر على كل الأمور فى الشركة لا يمثله فساد الكبار الذين يمكن هزيمتهم جميعاً في معركة إصلاحية واحدة، ولكن المأزق حقاً هو في صغار الفاسدين، والفاسدون الصغار باتوا يمثلون جانباً كبيرا من النسيج الاجتماعي في الشركة، فهم في كل مكان من الحدود إلي الحدود، فصغار المرتشين والمنحرفين يمتدون من أول أمناء الشون الترابية إلي القبانية (جمع قباني) ومن العاملين في المطاحن مثل مديرين المطاحن وكتبة البوابات وأمناء المخازن ومديري المخابز ومندوبي المشتريات واللجان المتخصصة في البيع والشراء للتطوير نهايتاً لرؤساء القطاعات المسنودين من الأعضاء المنتدبين بالشركة إلي العابرين في الطرقات، و صار لدينا وطن آخر كبير من صغار الفاسدين .يتربع فاسد من فوقه فاسد ومن تحته فاسد وإذا كانت هذه ملامح أزمة يعمل مخلصون عديدون علي حصارها، فإن ما يصفع الانتباه هنا هو حجم الفاسدين الذين يهاجمون الإصلاح، وحجم الجهلاء الذين ينتقدون السطحية والإفلاس، وعدد السفهاء الذين يرون في السلطة ومن فيها فشلاً ذريعاً ذلك أنها لا تحفل بما يرون ولا تضعهم في مواقع الإدارة والنفوذ. وما أكثر الفاسدين الذين يتحدثون اليوم عن فساد الآخرين، .

 إن الجيل الجديد من تحالف عديمي الموهبة يقول نفس الكلام الذي يقوله كبار الإصلاحيين المحترمين. إنهم يهاجمون الجهل والركاكة والفساد والمحسوبية وعدم الكفاءة والنفاق وتدني مستوي المهنة، وأنهم يسرقون كلام الشرفاء في وضح النهار .وصدقنى أنا ليس لى مصلحة شخصية مع هؤلاء الأشخاص لكن ظهر على بعضهم النعمة والثراء منهم من يخفيها ومنهم من يجهر بها لأن له حماية خاصة وربنا يشهد على ذلك ربما أكون مخطئي ولكن أرجو من سيادتكم أظهار كل الحقائق وصدقني ربنا يوفقكم فى كشف الفساد وحماية الشركة من العبث والسرقة من مجموعات منظمة ومحترفة فى السرقة والاستيلاء على المال العام . أرجو فحص الذمة المالية للوظائف الأتية للعاملين بشركة المطاحن مدير مطحن_ أمين شونة- قبانى – مدير مخبز – مندوب مشترايات- رئيس قطاع الأحتياجات – كاتب بوابة أمين مخزن _ أمين مستودع

الحل الذى اقترحه التغيير للأفضل التغيير للصالح العام التغيير للتقدم والرقى والنهوض بحالة الشركة فحص الذمة الماليةلجميع المشتبهم بهمم ورد المبالغ المستولى عليها بطريق غير شرعى من هؤلاء الفاسدين فتح هذا الملف بصدق وشفافية ومحاسبة المقصرين فى متابعة هؤلاء المنحرفين مهما كانت مناصبهم

ان الفساد فى مطاحن شرق الدلتا استشرى واصبح على مرئى ومسمع الجميع ولا حياه لمن تنادى والحل من وجه نظرى اعاده توزيع العماله وتغيير اماكن الفاسدين ولكن الفساد اقوى

فاسدون ضد الفساد، وأغبياء ضدالجهل، ومنحرفون ضد الرذيلة.. تلك معالم مشهد بات يتكرر بانتظام! في كل يوم ألتقي عدداً وفيراً من الذين يبدون حزنهم علي الأوضاع العامة في مصر، وجدول الأعمال الجاهز في هذه المناسبات يشبه بناء الشعر الجاهلي، فالبداية هي البكاء علي الأطلال، ثم توجيه النقد إلي الحبيب، ثم غمر كل شيء بالتراب، انتهاء إلي حكمة لا مفر منها تشي بأنه لا أمل ولا معني ولا جدوي وما أديم الأرض إلا من هذه الأجساد! وإذا كان طبيعيا أن يقوم الشرفاء بنقد الأوضاع غير الشريفة، أو أن يقوم ذوو الأيادي البيضاء بمحاولات لوقف ذوي الأيادي السوداء أو أن يقوم ذوو الفكر والرأي بنقد حالة البله العام في البلاد أو محاولة تصحيح أوضاع أو أوزان الذين يعلمون والذين لا يعلمون. إذا كان ذلك كله طبيعيا وواجباً فإن بعضاً مما يجري في مصر الآن يخرج عن هذا السياق إلي سواه. فاسدون بلا حدود!