بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أقص عليكم قصة حصلت لفتاة من عائلة مكونة من أب وأم و7 بنات وابنان...
لقد كانت هذه العائلة تسكن في دولة الكويت وتعيش كغيرها من العائلات بأمن وطمأنينة إلى أن حصل الاحتلال العراقي لدولة الكويت، بقيت هذه العائلة صامدة أيام الاحتلال إلى أن منّ الله على دولة الكويت بالحرية، ولكن... لم يعد هناك مكان لهذه العائلة للبقاء مما جعلها ترحل إلى بلد آخر شقيق آمن وهي المملكة الأردنية الهاشمية أعزها الله وأعز مليكها... وكان مع هذه العائلة مبلغ صغير من المال أكملت به بناء المنزل الذي كانت قد بدأت ببناءه وهي بالكويت، وبعد أن أكلمت بناء المنزل لم يعد هناك أي مبلغ لهذه العائلة سوى مبلغ صغير، وأراد الأب أن يؤمن قوت أبناءه فشرع في عمل مشروع صغير جداً (مطعم فلافل) إلا أن صاحب هذا المطعم- الذي استأجره الأب وفتحه مطعم- غدر بهذا الأب وأخذ منه المطعم بعد أن أصبح يربح مالاً علماً بأنه لم يكن هناك أوراق تثبت أن الأب استأجر هذا المطعم كون الأب رجل عنده كلمة الرجل هي الإثبات والثقة في زمن لم يبق به مثل هذا الرجل... مما جعل الكثيرين ينصبون عليه وهكذا... إلى أن نفذت كل النقود لدى تلك العائلة وليس هذا فقط بل أصبحت هناك ديون متراكمة ولم يستطع ذلك الأب المسكين من العمل ثانية لكبر سنه ومرضه...أما ولداه فكانا وقتها صغيران بالسن الأكبر عمره 13 سنة والأصغر سنتين، وأما بناته فقد تزوجت منهن اثنتان وهن الأكبر وبقي في المنزل خمس بنات مما جعل الابنة الكبرى في المنزل (بعد زواج الاختان الكبيرتان أصبحت هي الكبرى في المنزل) أن تضطر للعمل، فعملت بكل مكان... في عيادات أسنان... في مكاتب استيراد وتصدير... ومكاتب سكرتارية... وكانت تنتقل من عمل لآخر ولم تكن تستمر في العمل أكثر من شهر أو شهرين وأحياناً ليومين فقط.. حيث كانت تنصدم من أصحاب العمل فمنهم من كان يوظف الفتيات لأغراض غير مشروعة وغير شريفة ومنهم من كان يريد الفتاة للعمل بدون أجر.. وهكذا إلى أن هداها الله لتأخذ دورة كمبيوتر وعملت بها في إحدى المراكز لمدة 4 سنوات كانت تصرف بها على عائلتها... وخلال الأربع سنوات حدثت أمور كثيرة غير متوقعة فقد تراكمت الديون على العائلة مما اضطر الأب لبيع المنزل الذي يأوي عائلته وبالأقساط، أول قسط قام بتسديد الديون أما الأقساط الأخرى كانت تصرف على العائلة كل شهر بشهره حيث أن العائلة انتقلت للعيش بمنزل للإيجار، وتزوجت ابنتان من بناته وانتقلت كل واحدة للعيش مع زوجها وبقيت العائلة تصرف من أقساط منزلها أو الذي كان منزلها وهكذا إلى أن انتهت الأقساط وبقيت الابنة الكبرى (والتي لم تتزوج بعد) تعمل وتحمل مسؤولية العائلة..
وبعد فترة أعلنت الصحف المحلية عن حاجة وزارة من الوزارات لطابعات فشرعت الفتاة في تقديم سيرتها الذاتية وسبحان الله.. منّ الله عليها بهذه الوظيفة بعد صبرها (علماً بأنها لم تكمل دراستها الجامعية بسبب الاحتلال حيث كانت تدرس في إحدى الكليات في الأردن وبعد الاحتلال لم يعد هناك مردود مادي فتوقفت عن الدراسة).. وبعد استلامها للوظيفة بشهر ونصف استلمت أول راتب لها ويا لها من فرحة.. ولكن... أنهى الأخ الأكبر الدراسة الثانوية ويرغب بدخول الجامعة، فماذا تفعل هذه الفتاة؟! وليس لدى العائلة المبلغ لدخول الابن للجامعة؟!! قامت الفتاة الموظفة بأخذ قرض لسد الديون التي كانت قد تراكمت من جديد على العائلة ولتسجيل شقيقها في الجامعة وبالفعل حدث هذا وبعد سنتين من دراسته لم يعد هناك نقود لإكمال دراسته ولم تستطع الفتاة أخذ قرض آخر فترك الدراسة، وبدأ يبحث عن عمل دون جدوى وبقيت الفتاة تعمل بنصف راتبها حيث أن النصف الأول يُخصم للقرض.. وتراكمت الديون ثانية فاضطرت الفتاة أن تأخذ قرض ثاني علماً بأن شقيقها يعمل كل فترة في مكان وكان يخرج من كل عمل لانتهاك أصحاب العمل لحقوقه فيعمل دون أجر... وبعد أن أخذت الفتاة القرض الثاني قامت بتسديد الديون ولم تكد تتنفس الصعداء حتى أنهت شقيقتها الصغرى الدراسة الثانوية وكانت أمنيتها أن تدخل الجامعة فماذا تفعل الشقيقة الكبرى؟!!
قامت بأخذ قرض ثالث وأدخلت شقيقتها الجامعة والحمد لله استطاعت أن تكمل لشقيقتها الدراسة الجامعية بعد تعب وإرهاق وجهد حيث أصبحت الشقيقة الكبرى تعمل أيضاً في المنزل بعد عودتها من الوظيفة فكانت تأخذ عمل طباعة من المراكز وتطبعها في المنزل وتأخذ أجرها عليها.. وبعد أن أنهت الشقيقة الصغرى دراستها ماذا حصل؟؟ تزوجت وانتقلت لبيت زوجها وكانت تساعد أهلها ما تيسر لها فكما تعلمون عندما تتزوج الفتاة تصبح لزوجها وبيتها... هذه سنة الحياة... وبعد فترة تزوج شقيقها الأكبر أيضاً وأصبح لبيته وزوجته ولكنه ما زال لا يعمل بعمل ثابت فكل يوم بعمل جديد، أما شقيقها الأصغر فقد أنهى دراسته الثانوية ويريد الدخول للجامعة، ماذا تفعل الشقيقة الكبرى؟؟؟!! أكيد تعلمون ماذا حصل... نعم أخذت قرض آخر وأدخلت شقيقها الجامعة وهو الآن في السنة الأولى أي في بداية المشوار فهل يا ترى تستطيع هذه الفتاة المسكينة إكمال الدراسة الجامعية لشقيقها؟!! خاصة وأنه أصبح على هذه الفتاة مبلغ ما يقارب الـ 10 آلاف دولار ديون للبنك وخارج البنك.. ماذا تفعل؟؟ وإلى أين تذهب؟؟ وإلى من تلجأ؟؟ لا يوجد غير الله سبحانه وتعالى هو المنجي والمنقذ وهو من يُسيِّر عبده الغني لعبده الفقير ليساعده ويفك كربه...
إن هذه الفتاة أخواني وأخواتي هي أنا أنا صاحبة هذه القصة والعائلة هي عائلتي،، أصبح عمري الآن 37 سنة ولم أتزوج لكي أعيل أهلي وأساعدهم فليس لهم غيري بعد الله سبحانه وتعالى وأنا ليس لي غير الله سبحانه وتعالى هو قادر على كل شيء فأنا متأكدة من رحمة الله تعالى وواثقة بأن هناك قلوب طاهرة وشريفة وعفيفة تساعد لوجه الله تعالى وطمعاً للتقرب من الله،،، أرجو أن تقرأوا قصتي وتساعدوني فأنا والله منهكة القوى ومتحطمة.. لجأت إلى الله سبحانه وقد ألهمني أن أكتب قصتي هذه وأنا واثقة من رحمة الله كما أني واثقة من أن هناك أناس يعملون للحياة الآخرة.. يعملون للوصول للجنة طمعاً ورهبة وخوفاً وتقرباً لله تعالى...أعتذر لطول القصة ولكني حاولت اختصار الكثير الكثير من معاناتي،، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله... وإلى كل من يرغب بالمساعدة الرد على:
[email protected]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته