أكتب لك هذه الرسالة المؤلمة، التي اعتلجت بالآلام والأحزان، ومنها الدّين الذي أثقل كاهلي، وقض مضجعي، وزاد همي، حيث أني ابنة لرجلٍ كبيرٍ في السن لا يعمل، وأسرة مكونة من أربعة عشر فرداً، بين مدارس، وجامعات، وكليات، بدأت ديوني بشراء سيارة عائلية، ثم ترميم المنزل، وتتابع بإجراء عملية زرع كلية في الفلبين لوالدتي على نفقتنا الخاصة، وتزوجت وزادت المسؤولية، حيث أن زوجي أثقله دين جعلنا نتألم من ضغوط الحياة وطفلين مصابين بحساسية الصدر، ولا يبقى لنا سوى جزء قليل من الراتب، فاضطررتُ لأخذ الفيزا والماستر كارد لستر أنفسنا في الظروف الصعبة ـ وما أكثرها ـ ولا أستطيع الآن يا سيدي أن أساعد أهلي في تلبية حاجاتهم، وأنا معلمة أعمل من ثمان سنوات، ولكن لا أملك فلساً مدخراً للحياة، ولا يوجد عندنا بيت، سوى غرفة صغيرة في بيت والد زوجي، تضمنا نحن وأطفالنا الثلاثة، وهي عبارة عن غرفة نوم ومخزن في الوقت نفسه ، وهي ضيقة (5 م × 3.5 م ) وظروفنا أناوزوجي لا تعيننا على بناء بيتٍ يسترنا وهو يصرفُ علينا وعلى نفسه وأهله. وأنا قد أجريت لي عملية ولادة قيصرية اضطرارية في الشهر السابع من الحمل وذلك لوجود ورم في الرحم ( وقد أُخبرنا في المستشفى بأن هذا الورم ليفي ولكن درجة احتمالية انتشاره في أماكن عدة من البطن وتحوله إلى ورم خبيث واردة، لذا يجب الإسراع في إيجاد علاج له ) ، وظروفي مع هذا الدين الكبير تمنعني من علاج نفسي أو علاج أطفالي المصابين بربو القصبات ( حساسية الصدر ) .

أما الطفل الذي رُزقنا إياه فقد تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ ، حيث أصيب بتسمم في الجسم، بعدها أصيب بالتهاب حاد في الدم، وتبع هذا كله نزيف داخلي في الرئة وتبعه نزيف آخر في المخ مما جعل جسمه لا يستجيب للعلاج . وقد توفي بعد يوم واحد فقط من تدهور حالته الصحية (إنا لله وإنا إليه راجعون).

 وها أنا اليوم أطرق باب كرمكم وعظيم فضلكم لتعيدوا لي الحياة مرة أخرى، لأهنئ ما بقي لي فيها، بسداد ديني وقضاء حاجتي ، وكلي أمل ورجاء في واسع فضلكم وعظيم كرمكم الذي عم المواطن في هذا البلد المعطاء ودمتم يا سيدي عزاً وذخراًوعونا لكل مسلم. أسأل الله العلي القدير أن يحفظكم ويسدد على طريق الخير خطاكم إنه سميع مجيب