أبعث إليكم برسالتي هذه أبدأها بالشكر الجزيل لكم لما تقدمونه وأود أن أذكر لكم مشكلتي التي أود طرحها لعلي أجدا حلا لها ولكم مني جميل الشكر والاعتزاز مشكلتي تتلخص في أن لدي أخ يدرس في المملكة العربية السعودية في الجامعة الإسلامية كلية اللغة العربية الفرقة الرابعة واسمه إبراهيم السيد محمد الصادق وفي أثناء الامتحانات في العام السابق وكانت آخر سنة له في هذه الكلية انقطعت اتصالاته وأغلق هاتفه فجأة باءت كل محاولاتنا بالاتصال به بالفشل وفي أثناء تصفحي في مواقع الإنترنت وجدت بعض الأخبار عن اعتقال بعض الطلاب في هذه الجامعة ولكن بدون ذكر أسماء وكان قبل ذلك يحدثني عن أحوال الجامعة وكيف أنها متوترة أمنيا والتفتيش اليومي لجميع الغرف عندها أجريت اتصالا هاتفيا بأحد معارفنا وأصدقائنا هناك فأخبرته بقلقي يوم أن قرأت الخبر وطلبت منه أن يوضح لي إذا كان أخي من ضمن المقصودين في البيان الصادر من وزارة الداخلية السعودية أم لا فأخبرني بأنه من ضمن المعتقلين وقد تم القبض عليه وهو في أحد مقاهي الإنترنت .

 فمكثنا أكثر من شهر ونصف ننتظر أي خبر أو تقرير من الجامعة أو من وزارة الخارجية السعودية أو من القنصلية المصرية يفيدنا رسميا بأنه قد تم القبض عليه لمعرفة حتى مكانه ولكن للأسف لم يصلنا أي شيء فاضطر والدي للسفر للسودية لأداء العمرة ومعرفة أخبار إبنه عن قرب وبعد أداء العمرة توجه للجامعة الإسلامية طالبا منهم أين يخبروه أين إبنه حيث أن اتصالاته قد انقطعت من فترة لاكنهم لم يفيدوه بأي شيء غير أنه هناك بعض المشاكل في الجامعة ونصحوه بالتوجه إلى سجن المباحث في المدينة للبحث عنه هناك وأثناء ذلك تعرض والدي لنوبة مرضية احتجز على إثرها في المستشفى وبعد أن تمت بعض الفحوصات والتقارير الطبية نصحوه بالسفر من فوره لإكمال القحوصات والتحاليل في مصر ولا يوجد حل سوى ذلك فتوجه والدي بطلب للقنصل العام بجدة في حينه بتغيب إبنه وعدم معرفته أي أخبار عنه فوعدته القنصلية المصرية في جده بالبحث في الموضوع والرد عليه في أسرع وقت ثم توجه والدي لسجن مباحث المدينة وهناك سأل عن إبنه فلم يعطوه أية معلومات غير أنه توجد مشاكل بالجامعة ولا يسمح بأي زيارة في السجن فأخرج لهم والدي الكشوفات الطبية وتذكرة الطائر ولم تشفع له هذه الأوراق ولا حتى كبر سنة إذ هو في العقد السادس من العمر لم يشفع له ذلك في معرفة أي الأخبار عن إبنه ولا حتى محادثته هاتفيا فغادر والدي السعودية تضطره ظروف مرضه راجعا إلى مصر صفر اليدين لا يدري ماذا يقول للأم الثكلى التي تنتظر أي خبر عن إبنها لا يدري ماذا يقول للزوجة المسكينة وطفلتها الحيرى اللذان ينتظران بفارغ الصبر أي خبر عن الزوج والأب المغترب لا يدري ماذا يقول للإخوة الذين كانوا يتوقعون وصول الإثنين معا لمصر ولكنهم تفاجؤوا بعكس ذلك تماما وظل الوالد المسكين المريض والعائلة المكلومة في انتظار أي رد من القنصلية أو أي خبر عن إبنهم فهم لا يدرون حتى إن كان على قيد الحياة أم لا وحتى الآن مضى ما يقارب خمسة أشهر ونصف ولا أثر لابننا ولم يصلنا أي رد من القنصلية التي وعدت بالرد في أقرب وقت يا ترى هل نحرم أقل حقوق البشر بل قل أقل حقوق الحيوانات أي ملة أو دين أو عاطفة أو عقل يرضى بهذا الإستذلال أين أقل الحقوق المدنية لماذا حتى القنصلية لم تحرك ساكنا وكأن شيئا لم يكن هل رخصت قيمة الإنسان ((المصري)) أو أي إنسان إلى هذه الدرجة أكتب خطابي هذا بمداد الدموع قبل الحبر سائلا المولى عز وج أن يرد أخي سالما من كل مكروه ولكم جزيل الشكر والامتنان