محافظ الدقهليه والطريق المسدود! الأستاذ الفاضل سلام الله عليكم ورحمته وبركاته لم أجد سواكم لأكتب لكم لأعرض لمشكلة فى وطن كثرت مشاكله وتعددت أزماته وتعقدت محنه وفى دولة من المؤكد أنها فقدت البصر والبصيرة. من المفترض فى السياسى بصفة عامه أنه يجيد فن الممكن أو كما يقول البعض استخدام وتفعيل ما هو ممكن لتحقيق ما قد يبدو مستحيلآ ومشكلتنا الأساسية أن معظم مسئولينا وحكامنا لايتمتع أغلبهم بالحس السياسى أو ببعد النظر وغالبآ ما يفاجؤنا بقرارات متسرعة ومتشنجة !قرارات غير مدروسة تصدر فجآة ويكون لها العديد من التداعيات السلبية الخطيرة ولدينا فى مدينة المنصوره مثال صارخ لذلك وهو تعامل محافظ الدقهليه مع مايعرف بتقسيم السيد خطاب. لا شك أن مئات المنازل والأبراج السكنية التى أقيمت فى تقسيم خطاب بحى غرب المنصوره بمحافظة الدقهليه تمثل مشكلة كبيرة ومعضلة بحاجة الى حل,حل غير تقليدى.حل يراعى فيه البعد الاجتماعى الذى يحرص السيد الرئيس مبارك دومآ عليه وطالب مرارآ وتكرارآ الحكومة بأخذه فى الاعتبار عند اصدار أى قرار يمس قطاعات عريضة من المواطنين.

 يزيد عدد الأبراج بهذه المنطقة على 500 برج ولم تمنع جهات الإدارة المواطنين من المبانى فى الوقت الذى شرعوا فيه فى عملية البناء، فهذه الأرض كانت أرضاً زراعية ذات حيازة حتى خرجت من الحيازة عام 2006، ودخلت الحيز العمرانى وفى هذا التوقيت لجأ أصحاب الأراضى لحى غرب المنصورة ومديرية الإسكان ومحافظ الدقهلية لاستصدار تراخيص بناء بل وتمت مناشدتهم جميعاً أكثر من مرة للإشراف على عمليات المبانى دون جدوى، فحصلوا على خطاب من الزراعة للقيام بعملية المبانى. وقام الأهالى بالبناء وكعادة المسئولين التنفيذيين فى معظم قطاعات الدولة لم يعترضوا وتركوا الأهالى يشيدون البيوت والأبراج وكانت هذه المنطقة فى أعوام 2007, , و2008 كخلية النحل حيث كان العمل بها يسير على قدم وساق, مئات البيوت والأبراج تشيد فى نفس التوقيت وفجأه وبعد أن أوشك هذا العمل الضخم على الانتهاء وبعد أن أنفقت فيه مئات الملايين من الجنيهات تدخل محافظ الدقهليه وبعقلية رجل الشرطة حاول البدء فى ازالة هذا التجمع الضخم من المبانى من الوجود وكأن شيئآ لم يكن!! وقام -وبنفس الطريقة التى يهدم بها الكيان الصهيونى منازل الفلسطينين- بازالة 17 مبنى بتقسيم خطاب و11 مبنى بحوض النقعة و14 مخالفة بحوض أبو الليل الشرقى وحوض القلع التحتانى و24 مخالفة بحوض الطويل، بإجمالى 97 قرار إزالة. وفى ظروف كهذه هنالك عدة أسئلة تطرح نفسها بحده ...أين كان المحافظ (الحالى والسابق)وقت بناء هذا الكيان الضخم؟ أين كان المختصين بحى غرب المنصوره بدءآ من رئيس الحى ومرورآ بمديرو الادارة الهندسية والتنظيم والمهندسين المعاونين والمراجعين وأطقم الفنيين الذين أثرى معظمهم ثراءآ فاحشآ غير مبررآ من وظائفهم؟ لماذا لايستفيق معظم مسئولينا الا بعد وقوع الكارثة ؟لماذا لايتحرك معظم المسئولين التنفيذيين أبدآ فى الوقت المناسب؟لماذالا يتحرك أغلب المسئولين الا بعد فوات الأوان وتكون تحركاتهم دائمة متشنجة وعصبية تتعامل دائمآ مع الأعراض وتترك أسباب المشاكل والأزمات دون حلول؟ هل من العدالة أن تمنح بعض الدول العربية الشقيقة منحآ وقروضآ حسنة لمواطنيها لبناء مساكن لهم وفى مصر تترك الدولة المواطن يبنى وينفق كل مدخرات عمره وبعد أن ينتهى من البناء تقوم بهدم مابناه؟؟!!

ألايدرك هؤلاء معنى المأوى وقيمة السكن بالنسبة للمواطن؟هل مشكلة كهذه تحل بالطريقة التى اتبعها سيادة المحافظ أم هى بحاجة لحل سياسى واجتماعى وأمنى؟حل يستجيب لاحتياجات البسطاء الكادحين الذين أنفق معظمهم كل مالديه فى سبيل شراء شقه له ولأسرته,حل انسانى واقتصادى أيضآ,هل من الحكمة أن يزال تجمع كهذاوتتبخر معه أمال ألاف الأسر؟ هل من المقبول أن تهدر ثروة عقارية بهذا الكم؟أى منطق وأى دين يبيح لهذا المحافظ أو لغيره اهدار مئات الملايين من الجنيهات؟اذا كان بعض المواطنين قد أخطأوا وتجاوزوا فالدولة أيضآ ممثلة فى أجهزتها المختلفة مشتركة معهم فى نفس الخطأ بتقاعسهاوبفساد أجهزتها المحلية الذى سبق ووصفه السيد رئيس ديوان رئاسة الجمهورية بأنه (فساد للركب)!!!

 أين السادة أعضاء المجالس الشعبية المحلية وأعضاء مجلسى الشعب والشورى ؟ هل من المنطقى ألانكاد نلمس لهم دورآ يذكر فى علاج هذه المشكلة؟اذا لم يلعبوا دورآ فاعلآ فى حل أزمة كهذه فماذا يفعلون اذن وما هو مبر بقائهم فى مناصبهم؟اذا لم يقم هؤلاء النواب الموقرين بالاتصال بالمواطنين وطرح قضيتهم وعرضها على المختصين وأصحاب القرار والعمل على حلها فمن ياترى يقوم بهذا؟فمن البديهى أن النائب المنتخب يضع نصب عينيه مصالح جموع المواطنين ويعمل جاهدآ على حل مشاكلهم وتذليل الصعاب أمامهم ولا ينبغى له أبدآ أن يكون سلبيآ فى موقف كهذا أو أن يقوم بدور المتفرج!!ومن مهامه الأساسية أنه همزة الوصل بين المواطنين من جهة وبين الحكومة والدولة من جهة آخرى. مع انى لست مالكآ لأى وحدة سكنية بهذه المنطقة الا أنى يستفزنى ما فعلته المحافظة ويستفزنى بذات القدر سكوت الناس وصمتهم وهى عادة مصرية قديمة حيث اعتدنا دومآ أن ننتظر ما تفعله الحكومة بنا ولنا لما لا نبادر ونحدد لهم ما ينبغى أن يفعلوه ولو مرة واحدة فى حياتناو فى النهاية نود أن نسأل محافظ الدقهليه هل وصلت الى طريق مسدود بخصوص هذه المشكله؟! دكتور أحمد طارق