بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين، مالك السموات والأرض، خالق كل شئ, لا شريك له في خلقه، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سلام تام بوجود مولانا الإمام دام له النصر والتمكين, أما بعد : سيدي صاحب الجلالة والمهابة ملك المغرب المبجل محمد السادس, أسأل الله العلي القدير أن ينصرك نصرا عزيزا, وأن يحفظك بما حفظ به الذكر الحكيم و أن يحفظ ولي العهد مولاي الحسن و الأميرة الجليلة, وسائرا لأسرة العلوية الشريفة, وينصر بك الإسلام والمسلمين إنه سميع مجيب. الموضوع : أنا شاب مغربي معاق من مواليد 1971-10-21 أقطن بدرب السعادة رقم 510 العالية المحمدية ببلدكم الحبيب, ترعرعت بين أحضان عائلتي إلى أن بلغت سـن الحادية عشرة من عمري عندها تعرضت لحادثة سير خطيرة نقلت إثرها إلى المستشفى الموجود بالدار البيضاء آنذاك فاقدا للوعي, وذلك لمدة 33 يوما, طريح الفراش كالميت على سرير في الإنعاش لا يراني أحد من أفراد العائلة, إلا من خلال نافذة صغيرة عليها ستار مرخي, لا أسمع ولا أرى ماهو جار وراء الزجاج, بعدها استيقظت من الغيبوبة الني كنت فيها إلى عالم الوجود فوجدت نفسي محاطا برجال يعملون هناك كممرضين لا أدري كم هم ! إلا أنني أتذكر أنهم حملوني على كرسي متحرك إلى أن أدخلوني قاعة المرضى, سائلا نفسي ماالذي حصل لي !؟ عندها جاء أبي كي يتفقدني فوجدني أبكي لأنني لست أدري ما الذي أصابني ولماذا زج بي إلى المستشفى! هذا الأخير استطاع أن يقنعني بحكمته وحنانه اللذين كانا سببا في التوصل إلى معرفة ما لم يكن في الحسبان. وبعد أيام قلائل بدأت صحـتي تعود شيئا فشيئا إلى ما كانت عليه من قبل فطلب أبي من الدكتور أن يتفحـصـني بواسطة الماسح فأخبره بأنني بخير إلا أن يدي الني شلت جراء الحادثة هي التي ستبقى عاهة مستدامة. انطوت الأيام وإن لم نقل الشهور وأنا لا أستطيع المشي وحدي معتمدا في ذلك على من يعينني إلى أن أصبحت قادرا على المشي بمفردي. عدت إلى المدرسة يامولاي وأنا في كامل قواي العقلية لا تنقصني إلا الكتابة لأن اليد اليمنى التي كنت أكتب بها قد شلت بفعل الحادثة مما جعلني أكرر سنتين متتاليتين كانت سببا في طردي من المؤسسة الحكومية, رغم كل هذا حاولت جاهدا الإلتحاق مرة أخرى بمؤسسة ابن بطوطة الحرة كي أتابع مساري الدراسي وذلك سنة 1986 بعد أن تعودت على الكتابة باليد اليسرى مما ساعد ني على مواصلة الدراسة إلى أن وصلت مستوى باكابوريا. سيدي, إنني لألتمس من سيادنكم يا مولاي طلب العون على أن تمنحوني شيئا أسدد به احتياجاتي المستقبلية لأنني أصبحت مشلول اليد كما تعلمون عاطلا عن العمل ولاأعيش إلا في أحضان الأبوين على نفقة الأب المتقاعد, فالمرجو منكم يا مولاي أن تشملوني بعطفكم الأبوي وبرعايتكم وعنايتكم بعدما يسر الله لي التشرف بتقديم هذا الملتمس بين يديكم الكريمتين. فما خاب من وقف أمام أعتابكم الشريفة يا مولاي صاحب الجلالة محمد السادس. والسلام على المقام العالي بالله و رحمته تعالى و بركاته.