اهالى شارع بحرى البلد بمحافظة قنا يستغيسوا بالرئيس مبارك من شبكه الموت أعيش هذه الأيام حكاية عجيبة ومحزنة , يشاركنى فيها مئات الألوف وربما ملايين المصريين. فأنا أسكن مع أسرتى منذ أكثر من خمسه وعشرين عاما . وقد فوجئت مع اهالى الشارع ,, بصاحب العقار المجاور للعقار الذى تسكن فيها اسرتى .. يشرع فى تركيب فوق سطح عمارته برجا" كبيرا يحمل محطة لتقوية موجات التليفون المحمول , بعد أن قبض مقابل ذلك مبلغا كبيرا من شركة موبنييل. ومعنى ذلك ببساطة , بالنسبة لسكان الشارع الذين لا تفصلهم عن محطة التقوية إلا بضعة أمتار , تعريضهم مع أطفالهم إلى أخطار الضغط العالى للموجات الكهرومغنناطيسية التى تؤدى علميا إلى تغيير طبيعة خلايا المخ مما يؤدى إلى الإصابة بسرطان الدماغ وسرطان الدم. وقد تصورت بسذاجة فى البداية أن المعركة ضد محطة الموت هذه محسومة لصالح المواطنين الأبرياء . فلا يعقل أن يواجهوا خطر الموت والسرطان مع أطفالهم لمجرد أن صاحب العقارقد قبض الثمن من شركة موبنييل .. لكننى مع إنخراطى فى المعركة العنيفة من أجل منع إقامة محطة الموت فوق رؤوسنا . أدركت كم صارت صحة الإنسان المصرى وحياته ذاتها بلا قيمة . فى البلاد الديمقراطية يحظر تماما" تركيب محطات الموت هذه وسط الأحياء السكنية . أما فى مصر فيستطيع أى صاحب شركة محمول أن يركب محطة الموت فوق رأسك . لايوجد إجراء قانونى يمنع إقامة محطات الموت والأمر كله متروك لصراع المال والنفوذ الذى تحظى فيه شركات المحمول طبعا باليد الطولى . يتردد أن شركات المحمول قد دفعت عند إنشائها عشرات المليارات للحكومة المصرية واشترطت عليها , بالمقابل , أن تسمح لها بإقامة أبراج الموت فى المناطق السكنية . وقد وافقت حكومتنا العظيمة على مبدأ قتل مواطنيها وقبضت الثمن . بل أن الحكومة المصرية تبعث مع الذين يقيمون محطات الموت بقوة من الشرطة لردع كل من تسول له نفسه من المواطنين الإعتراض على إصابته بالسرطان هو وأطفاله . أما وزارة البيئة التى تصدع رؤوسنا ليل نهار بالحديث عن حماية البيئة فقد تبين أنها أيضا لا تجرؤ على إغضاب أباطرة شركات المحمول . هل تعلمون ما الشروط التى تضعها وزارة البيئة من أجل الموافقة على إقامة محطات التقوية فى المناطق السكنية .. ؟ مجرد شرط واحد بسيط : أن تبعد محطة الموت عن أى مدرسة أطفال بمسافة خمسين مترا .. !! وهذا شرط غريب ومتناقض . فهو يعترف ضمنا بأن محطات الموت فيها هلاك الأطفال . لكنه يعتبر أن الأطفال يعيشون فقط فى مدارسهم .. فإذا كانت المحطة خطرا على الأطفال فى مدارسهم فهى أخطر عليهم فى بيوتهم . لأن الأطفال سيقضون فى المدرسة عدة ساعات أما بقية اليوم فسوف يقضونه فى منازلهم يتلقون على رؤوسهم الصغيرة إشعاعات محطات المحمول حتى يصيبهم السرطان . \ .إننى فقط اتساءل : هل يسمح الدكتور أحمد نظيف أو الدكتور فتحى سرور أو صفوت الشريف أو حتى أحمد عز ..؟ هل يسمح هؤلاء بإقامة محطات الموت فوق منازلهم . بالطبع لا , لأنهم حريصون إلى أقصى حد على صحتهم وسلامة أولادهم وأحفادهم .. أما المواطنون المصريون فيبدو أن المسؤلين لا يمانعون فى قتلهم مادام أصحاب محطات الموت قد دفعوا ثمنا مجزيا . ولذا الاباء الامهات بمحافظة قنااهالى منطقة شارع بحرى البلد يناشدون الرئيس مبارك ان يتدخل لانقاذ الاطفال الابرياءمن شبكة الموت ولن يبقئ لنا سوى الله وحكموكم العادل عنهم اهالى شارع بحرى البلد ومجلس ادارة كنيسة الكاثوليك ومجلس ادارة كنيسة الارثوذ كس