بسم الله الرحمن الرحيم سمو الشيخة صنعه اطال الله في عمرها تحية طيبة وبعد ،،، اناشدك بعدما ضاقت بي الدنيا ولم يبقى لي امل الا بوجه الله امضيت زهرة شبابي في خدمة الوطن وحب الناس والعمل التطوعي ، فتحت عيناي منذ صغري على اعتقال اخوتي واعمامي واخوالي من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي ،كانوا يداهمون البيوت ويضربوا ويدمروا فماذا ساحمل بداخلي بعد تلك المشاهد البشعة واي نفسية ساحيا بها . عندما احتاجني الوطن ذهبت لللتطوع في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في عام 1999 وبدأت المأساة الاكبرعندما عشت بين الشهداء والجرحى واشلاء القتلى وكنت في عمر الورد (22سنة) فنسيت كل الحياة الا انني اريد ان انقذ اكبر عدد ممكن من المصابين واساعد الناس باي شيء استطيع فعله وبعد مرور 5سنوات من العذاب والخوف والركض بين دبابات العدو لانقاذ الجرحى ولم تكن نفسي في تلك اللحظة اغلى من الشهداء الذين سقطوا على ارض الطهر والاباء فلسطين ، فبعد كل هذا قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي باعتقالي ،حيث حضر جنود الاحتلال الى بيتنا الساعة الواحدة والنصف ليلا وكان عددهم كبيرا جدا واقتادوني امام اعين اسرتي وامي وابي ينظرون الي وابنتي الصغيرة (6سنوات) نائمة تحلم لم تشاهدني عندما اخذوني واقتادوني الى مكان رهيب يسمى بسجن (المسكوبية)وهناك لقيت ما لقيت من التعذيب وبقيت بالتعذيب 23يوما وانا لا اعرف متى ستنتهي هذه اللحظات التي مرت وكانها سنوات ودخلت السجن وامضيت ثلاث اعوام من عمري في قمة العذاب والاهانة وابنتي الوحيدة اراها من خلف زجاج قوي ولا اسمعها ولا تسمعني وهي تبكي تريد ان تقترب مني وكنت احسب الايام وهي تفر من عمري متى سالقى ابنتي واحضنها ومرضت داخل الاسر وخضعت لعملية جراحية وعانيت الكثير وكنت اشعر انني لن اخرج بيوم من الايام وان هذه هي النهاية وكنت اناجي الله حتى يرحمني انا واخواتي الاسيرات ولم يكن هناك امل الا في رحمة الله ، وعندما خرجت من السجن كنت احلم بالامل من جديد الا ان الحياة كانت اصعب بكثير من السجن لاني وجدت السجن الاكبر فالمطلوب ان احيا دون معيل ، اسرائيل سحبت هويتي المقدسية لاني اعتقلت من الضفة ومنعتني ان اعمل في أي مكان بالقدس او اسرائيل بحجة اني ارهابية وتفرض علي الضرائب التي يجب ان ادفعها ، السلطة الفلسطينية لم توفر لي عمل ولا راتب وتركتني في مهب الريح اواجه مصيري وحدي كيف ساحيا دون عمل وماذا اقول لابنتي عندما تحتاج شيء ان الوطن الذي تركتك من اجله تركنا الان ، طلبت من مؤسسات السلطة الفلسطينية محامي لكي يعيد لي هويتي المقدسية فقالو لي "لا نتعامل مع مثل هذه القضايا" فاي قدس التي يتحدثون عن صمود اهلها وكيف سنصمد ونحن لا حول ولا قوة لنا الا بالله بعثت رسائل للرئيس ولرئيس الوزراء ولكن دون مجيب ، فالمحامي الذاي اعاد هويتي هددني اذا لم اسدد له الاتعاب انه سيرفع على قضية في اسرائيل ومن اين ساسدد له والسلطة نائمة لا تريد ان تسمع حتى . هذا هو ما دعاني لاناشد سموك . والذل الاكبر ان الاحتلال الاسرائيلي يهددنا باخذ البيت الذي نسكن فيه انا وعائلتي و24بيت بجوارنا ولم نسمع سامع من السلطة يقول لنا اين انتم لكن نسمعهم يتجولون ويتسولون باسم القدس لكن اين هم من القدس واين العالم الاسلامي من القدس ومعاناة اهل القدس ارفعوا عنا المعاناة فقد ضاقت بنا الدنيا حرموا اطفالنا من التعليم ليبقوا جهلة لا يوجد بالقدس جامعة عربية واحدة ،لم يأتي احد من العالم ويفتح مدرسة بالقدس ولا مستشفى ولا مركز مسن ولا حديقة فماذا يقدم العالم للقدس هل يكفي ان يقول العالم اصمدوا يا اهل القدس ، هل يعقل ان يدفع العالم الاموال الهائلة لاحياء يوم القدس الثقافي والقدس تموت وتعاني اليس من الاجدى ان يقدموا هذا الدعم الى القدس بدل احياء الحفلات انا تعبت تعبت حقا من كثرة الكلام دون سامع دون مجيب لكن احببت ان اظهر لك الشيء القليل من معاناتنا لما سمعت عنك من حبك للقدس فاين انت من القدس واهل القدس . ادامك الله للقدس الاسيرة المحررة فداء عبدالله القدس فلسطين