لا يلوم الكسول والمتواكل سوى نفسه ، لأنه لم يتوكل ويبذل الأسباب ، ولم يُجهد نفسه ويطرق الأبواب ، وبالتالي نقول له :( يداك أوكتا و فوك نفخ) . ولكن ما حيلة من سعى في مناكب الأرض طالباً الرزق الحلال ، وبذل لذلك الجهد والمال . ولم يكن هذا السعي الحثيث من أجل لقمة العيش خارج قوانين وأنظمة دولتنا الحبيبة . يشعر الإنسان بالحزن والأسى عندما ينظم لقائمة البطالين ، والمشكلة الكبرى ، والمصيبة العظمى . عندما تدفع المال من أجل مستقبلك ، وفي النهاية فقدانهما سوياً . للأسف أنا واحد ممن ضحكت عليهم وزارة الصحة ، وربما أننا الملامين لأننا صدقنا قوانينها وأنظمتها وقراراتها، اتجهنا للمعاهد الصحية الأهلية التي شفطت منا أكثر من 45ألف ريال ، وقلنا حقهم مادام أن هذه المعاهد معترفٌ فيها من قبل الوزارة كما تقول الوزارة ، ولي ثلاث سنوات خريج أحد هذه المعاهد كممرض ولم أتعين ، وقد كان هناك أمل عندما قال لي ديوان الخدمة بأن قبلي فقط 3 خريجين ، ولكنني عندما راجعتهم لاحقاً قالوا الآن أمامك أكثر من 40 ولما استفسرت قالوا :

 جاءنا قرار وزاري بتعيين خريجي المعاهد الصحية الحكومية قبلكم . يا سبحان الله هذه المعاهد الأهلية معترف بها كما تزعمون وحالها حال الحكومية . والآن بعد أن تم شفط ما تبقى لدينا يأتي مثل هذا القرار!! ثم هؤلاء خريجو المعاهد الصحية الحكومية لم يمض على تخرجهم سوى شهور ولم ينفقوا على دراستهم ريالاً . ونحن مضى على تخرجنا سنوات ومن طول الانتظار أصبح البعض يُعيل أسرة وأنا واحدٌ منهم يتم تهميشنا ؟ ثم أن هذا القرار وبكل وضوح يعني : عدم تعييننا إطلاقاً ، لأنه من المٌسلم به ومن الطبيعي أن يتخرج من المعاهد الصحية الحكومية سنوياً أعداد كبيرة والآن تقول الوزارة :لهم الأولوية دائماً ، إنني أناشد خادم الحرمين الشريفين مطالبا وزير الصحة بإعادة النظر لهذا القرار الجائر والظالم أي ظلم لنا ، وإذا لم يتم إلغاؤه عليه إعادة رسومنا لأن هذا القرار يعني عدم تعييننا إطلاقاً ،

 ويجب إبلاغ وإعلام الدارسين المساكين الآن في المعاهد الصحية الأهلية بهذا القرار لكي يُحافظوا على ما تبقى من أموالهم . ويُقال لهم : ( انج سعد فقد هلك سعيد) . وإنه من المثير للدهشة تقلبات قرارات وزارة الصحة . فهل ذلك نابع ٌ من المصلحة الشخصية ، لأن القرارات التي دافعها المصلحة العامة تتميز بالثبوت والاستقرار.