احصاءات التجاوزات من قبل هاته المصحة لا يمكن تحديدها ما دام اكثر الوافدين اليها ينسحبون في صمت بعد انقضاء مدة علاجهم او استشفاء احد مرضاهم و الذي غالبا ما يترك عاهات نفسية ان لم تكن جسدية. شخصيا قدر لي بتاريخ 21.07.2010 ان احمل زوجتي الى مصحة -الظلم الجماعي- او ما يسمونه الضمان الاجتماعي حوالي العاشرة ليلا وبعدما تعرضت لوعكة صحية تسببت لها في صعود حاد للضغط الدموي. . لمجرد وصولي بسيارتي الخاصة و لا اود ان اتحدث عن سيارات الاسعاف التي لا تتواجد اغلبها الا في ساحات المهرجانات . . المهم ان حارس الامن هو الذي تفضل بمساعدتي في ايجاد كرسي متحرك و بعدها وجدت ممرضا متدربا لا يعرف حتى قياس الضغط و لولا لطف الله و تدخل ممرض اخر بالصدفة لكتب معلومات خاطئة. . تقرر حمل زوجتي الى قسم الانعاش فرافقتها الى غاية بابه و لمحت مجموعة من الممرضين يهرجون و منهم واحد تفوح منه رائحة الخمر . . و يتغامزون و الطبيب امامهم يقوم بحركات لاضحاكهم و كل ذلك امام مرضى في قسم الانعاش. وقفت امام الباب و انا اتضرع الى الله ان ينقذ زوجتي . . بعد لحظات سمعت ضجيجا و نقاشا حادا و الحاح زوجتي على القيام و الخروج فورا مهما انها لم تكن تقوى على الحركة. اقتحمت الباب و هرعت اليها فوجت علامات الارتباك ظاهرة على الطاقم الطبي لانه كان يظن ان زوجتي لا تعي ما يقال حولها و لا تعرف اللغة الفرنسية اذ كانوا يتفقون فيما بينهم على تضخيم مبلغ الفاتورة و يستهزؤون من وضعها وهي على حالها ظانين انها لا تعي ما يقال. دخلت و وجدت الطبيب و ممرضيه محرجين مما واجهتهم به فما كان عليهم الا الانسحاب واحدا واحدا بينما الطبيب كان يحاول تقديم اعذارا واهية و لم تكن مقنعة ثم ادخلني في مكتبه و هو يعبر عن اسفه و يريد الاعتذار نيابة عما كانوا يخططون له فتركته و اخذت زوجتي التي فضلت الخروج من ذلك المكان الملوث.